منذ عشرة سنوات إلى الآن تقريبًا بدأنا نرى شكل جديد من أشكال الشركات التجارية، نوع جديد لم نعتد على وجوده مسبقًا وهو الشركة الناشئة، يعتمد هذا النوع من الشركات على فكرة ما يمكن من خلالها حل مشكلة يعاني منها المجتمع من حولنا، النمط الخاص بهذا النوع من الشركات قد أصبح معروفًا نوعًا ما حيث تبدأ الشركة بفكرة صغيرة يؤمن بها مؤسّس الشركة في البداية ثم يعمل على جمع فريق خاص بالشركة وفي معظم الأحيان يكون الفريق مكوّن من شخصين إلى ثلاثة في حدّه الأقصى بعد ذلك تبدأ رحلة هذه الشركة الصغيرة في جمع التمويلات وإيضاح اهمّية الحل الذي يعملون على تقديمه، تنجح بعض الشركات في بعض الأحيان وتفشل في أحيان أخرى ولا يوجد آلية محدّد يمكننا من خلالها القياس، الأمر يعتمد على مهارة الأفراد إضافًة إلى وجود القليل من الحظ الجيد.
ولكن من الجانب القانوني هناك عدد كبير من الأشياء التي يجب عليك الانتباه لها حيث كما نعلم جميعًا فإنّ الشركة الناشئة هي كيان تجاري يعمل ضمن مدينة محدّدة ويجب عليها أن تتوافق مع الأنظمة والقوانين ضمن هذه المدينة ومراعاة الأنظمة والتشريعات وأي خطأ قانوني قد يؤدّي إلى حدوث عدد من المشاكل غير المتوقّعة، لذا في هذا المقال سنتحدّث حول بعض المشاكل القانونية التي يمكن أن تقع بها الشركة الناشئة بهدف توعية روّاد الأعمال عندما يرغبون بإطلاق شركاتهم الناشئة.
عادًة ما تتكوّن الشركة الناشئة من أكثر من شخص ولكن تتعاون الجهود مع بعضها في البداية حتى تصل الشركة إلى مكان مناسب في السوق وحينها تمامًا تبدأ المشاكل التي لا تنتهي، مشاكل من قبيل من المسؤول؟ من صاحب الفكرة؟ ما هي الرؤية؟ أشياء أساسية كان عليكم تحديدها منذ البداية ولكن نظرًا للحماس تجاهلتم هذه النقاط وبدأتم العمل على عُجالة، ولكن في مراحل لاحقة تقع الكوارث الحقيقية والتي تؤدّي في النهاية إلى فشل الشركة برمّتها ولدينا أمثلة كثيرة حول ذلك.
أحد أوضح الأمثلة حيال اتفاقيات التأسيس موقع Facebook الذي بدأ كتعاون مشترك ما بين مارك زوكربيرغ وبعض أصدقائه في الجامعة ولكن نظرًا لعدم اتفاقهم على بعض التفاصيل الأساسية رأينا فيسبوك في المحاكم قبل أن نراه يبيع الخدمات في السوق وذلك نظرًا لنشوء عدد من المشاكل ما بين الأصدقاء الذين تعاونوا في البداية على إطلاق الموقع، هذه التفاصيل عليكم الانتباه إليها جيدًا حيث يعتبر العمل على إنشاء اتفاقية تأسيس مفصّلة درع حماية للشركة وحينها يعلم كل عنصر في الشركة ما هي حقوقه وما هي واجباته وفي هذه الحالة يمكنكم تخفيض المخاطر إلى حدّها الأدنى.
تعتبر اتفاقية التأسيس أمرًا كبيرًا للغاية ومُعَقّدًا في حال لا تعلم الكثير من التفاصيل حيال الشركات الناشئة لذا يكفي أن تقوم بالإجابة على هذه الاستفسارات قبل إطلاق الشركة بشكل رسمي.
حتى ولو كانت الشركة التي تعملون على إنشائها هي شركة ناشئة وذات تمويل صغير في البداية ولكن هناك بعض الضرائب التي يجب عليكم الانتباه إليها والتقيّد بها ودفعها كاملًة حتى لا تقع الشركة في مشاكل مع المؤسّسات المالية في مراحل لاحقة.
لدينا ثلاث أنواع من الضرائب التي عليكم الانتباه لها جيدًا.
جميع الشركات تملك ما يسمى العقد القياسي وهو العقد الذي ينظّم طبيعة العلاقة ما بين الشركات الناشئة وعملائها، هذا النوع من العقود يقوم بتنظيم كل شيء بدءًا من أدق التفاصيل وصولًا إلى أكثرها تعقيدًا، أي يقوم بإدارة وتفصيل جميع الشروط والحقوق والواجبات التي تتعلّق بالخدمة والعملاء بشكل عام، في الحقيقة لا يوجد نموذج ثابت لهذا النوع من العقود ولكن عدم وجوده وتجاهل العمل عليه قد يؤدّي إلى مشاكل خطيرة وخاصّة عندما تعمل مع العميل الخاص بك لفترات طويلة على مشاريع ضخمة.
يجب أن تقوم بتنظيم جميع الأشياء عندما يتعلّق الأمر بالعمل مع العملاء وذلك لأنّ عدم إضفاء جو من الرسمية على العلاقة قد يؤدّي إلى مشاكل حقيقية تهدّد سمعة الشركة ككل وخاصّة أنّ الشركة الناشئة عادًة لا تملك السمعة الكبيرة وتعتمد على المراجعات والآراء الإيجابية التي يتركها العميل عند انتهاء العمل لذا في حال عدم تنظيم تفاصيل العلاقة وعدم تحديد الشروط والحقوق بشكل واضح في معظم الأحيان سيحصل عميلك على تجربة سيئة جيدًا وذلك بسبب اختلاف توقّعاته مع الخدمة أو المنتج الذي حصل عليه في النهاية.
فيما يلي بعض الأشياء التي عليك تحديدها عند إنشاء العقد القياسي الخاص بالشركة.
لا تعمل الشركات الناشئة بمفردها أي لا يكفي وجود مؤسّس أو مجموعة من المؤسّسين حتى تعمل الشركة وتحقّق الإنجازات، بل تحتاج إلى العمل مع عدد من الموظّفين المختصّين في تفاصيل محدّدة مثل الموظّفين الذين يعملون في قطّاع المبيعات أو القطّاع التقني أو القطّاعات الأخرى التي تعتبر أساسية بالنسبة للشركة ولكن لا تعتبر العملية بسيطة جدًا كما تبدو، فالشركة الناشئة يجب أن تنظّم علاقتها مع الموظّفين بشكل قانوني تمامًا حتى تحمي نفسها من المشاكل التي تتعّلق بقوانين العمل وهناك بعض الأشياء التي يجب أن تنظر لها الشركة بعناية مثل:
عادًة ما تكون الشركات الناشئة ذات رأس مال صغير نسبيًا لذا تفضّل صرف المبالغ المالية المتوفّرة على التسويق والترويج والعلامة التجارية وغيرها من الأشياء التي تساعد على بيع المنتجات أو الخدمات ولكن للأسف تتجاهل معظم الشركات الناشئة دور المستشار القانوني في محاولة منها لتوفير ما يمكن من المال.
ولكن للأسف تقع الشركة لاحقًا في مشاكل مالية وقانونية تتجاوز نفقاتها كلفة العمل مع مستشار قانوني يملك من الخبرة ما يكفي لإنقاذ الشركة من جميع المشاكل التي يمكن أن تتعرّض لها وخاصّة في المراحل الأولى، لذا منذ البداية على المؤسّسين الاتفاق مع مكتب محاماة لديه الخبرة في القضايا التجارية والقوانين التي تنظّم أعمال الشركات وقوانين التوظيف وغيرها من الأشياء التي لها علاقة وثيقة بالشركة الناشئة الجديدة.
إقرأ أيضاً :- دليلك الكامل إلى الجرائم الرقمية في السعودية 2021
عند إطلاق الشركة أو العمل على تأسيس عمل تجاري ناجح فإننّا نعمل على تقسيم المهام بشكل واضح إضافًة إلى توظيف الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة، وفي معظم الأحيان تقوم الشركات بتبنّي نمط إداري محدّد تقوم من خلاله برسم سياساتها العامّة وخطّتها الاستراتيجية ولكن هناك جزء هام جدًا قد يغفل عنه مدراء الشركات الجديدة وهو القطّاع القانوني.
الأعمال اليوم لا تنطوي فقط على التسويق والمبيعات وإدارة الموارد البشرية، وعلى الرغم من أنّ هذه القطّاعات الثلاث هي أشهرها ولكن لا يمكننا إغفال الجانب القانوني في أي شركة وذلك لعدّة أسباب، بدايًة يعتبر وجود الجانب القانوني في أي شركة وسيلة أساسية لحماية الشركة وحماية مواردها وحماية أفرادها إضافًة إلى دوره الأساسي في البحث عن حلول مناسبة للمشاكل التي تواجهها الشركة، اليوم يتمحور حديثنا حول أهمية وجود محامي شركات في فريق العمل فهو المنقذ القادر على حل جميع المشاكل التي يمكن أن تتعرّض لها الشركة، ومن الضروري جدًا إخباركم بأنّ العمل برفقة محامي شركات لا يعتبر رفاهية وإنّما أمر أساسي كأهمّية المبيعات بالنسبة للمستثمرين والمدراء التنفيذيين.
في البداية نعلم جميعًا بأنّنا نملك عدد كبير من المنهجيات الإدارية حيث يمكننا انتظار وقوع المشكلة ومن ثمّ البحث عن حل لها ولكن إن كنت ترغب بإنشاء شركة ناجحة بأرباح عالية لا يعتبر ذلك النموذج هو النموذج المثالي لإدارة الشركة، تفضّل معظم الشركات اليوم اعتماد أسلوب التحضير والاستعداد مقدّمًا، أي الاستعداد لأي طارئ محتمل ومن ثم التفكير بآلية معالجته قبل وقوع المشكلة، وعادًة ما تتبنّى الشركات هذا المبدأ في مختلف القطّاعات داخل الشركة ( القسم التسويقي وقسم المبيعات والقسم المالي) وبالطبع لا يمكننا إهمال الجانب القانوني لأنّ الشركة في النهاية تعمل في المملكة العربية السعودية وعلى المدراء والإداريين احترام الأنظمة المرعية لذا وحتى لا تقع في مشاكل مستقبلية محتملة من الضروري جدًا العمل مع أحد المكاتب القانونية التي تملك خبرة طويلة في القوانين الناظمة للشركات.
تتعرّض معظم الشركات لمشاكل تجارية أو قانونية أو مشاكل داخلية مع الموظّفين وفي معظم الأحيان يتطلّب حل هذه المشاكل وجود شخص يعلم تمامًا التفاصيل القانونية للبلد الذي تعمل به الشركة وهذا الشخص قد يكون محامي شركات يعمل لدى الشركة أو قد يكون مكتب محاماة كامل يتمتّع بالخبرة الكبيرة والسمعة الحسنة والقادر على إدارة جميع التفاصيل القانونية الخاصّة بالشركة، لا يمكننا حصر مهام محامي الشركات في مهمّة واحدة أو إجراء واحد وإنّما يملك عدد كبير جدًا من المهام الأساسية بدءًا من إنشاء الشركة وإطلاقها وصولًا إلى تنظيم عملها وإرساء قواعدها بشكل قانوني، وبالطبع لا يمكننا نسيان مهمّته الأساسية في تمثيل الشركة والدفاع عنها في المجالس القانونية، في الحقيقة هناك كم كبير من المسؤوليات والمهام التي تقع على عاتق محامي الشركات لذا من الضروري جدًا لكل شركة العمل برفقة محامي شركات محترف حتى تضمن سلامة العمل وأمانه مهما كانت الأحداث والظروف المحيطة.
عند الحديث حول المسؤوليات ففي الحقيقة يملك المحامي الذي يعمل محامي شركات عدد كبير من المسؤوليات وذلك لحساسية موقعه وأهمّيته في الشركة، أي محامي يعمل داخل المملكة العربية السعودية أو يبحث عن عمل كمحامي شركات يعلم تمامًا ما هي مسؤولياته وفيما يلي سنقوم بذكر أبرز المسؤوليات التي تقع على عاتق محامي شركات، ولكن قبل ذكرها من الضروري جدًا إخباركم بأنّ هذه المسؤوليات قد تختلف من شركة إلى أخرى ومن قطّاع إلى آخر.
نظرًا لأهمّيته ومكانه الحسّاس في أي شركة من الواجب أن يتمتّع محامي الشركات بمجموعة من المهارات التي يمكنه من خلالها تقديم أفضل خدمة للشركات التي تعتمد عليه، فيما يلي سنحاول إدراج مجموعة من المهارات الأساسية الواجب توافرها في محامي الشركات الخاص بك.
بعيدًا عن المسؤوليات المدوّنة في طلبات التوظيف، كصاحب شركة أو مدير تنفيذي لها تحتاج للعمل برفقة محامي شركات وفي حال كنت لا تعلم تمامًا لما يجب عليك تعيين محامي خاص بالشركة، سنذكر بعض الأشياء الأساسية التي تحتاجها أثناء العمل ولا يمكنك القيام بها وإنجازها بالشكل الأمثل دون وجود محامي شركات محترف يعمل في فريق العمل الخاص بالشركة.
هناك عدد من السمات التي تميّز محامي الشركات الجيد القادر على إنجاز المهام بنجاح، لذا إن كنت تبحث عن محامي شركات خاص بالشركة حاول البحث عن محامي يتمتّع بالسمات الشخصية التالية:
إقرأ أيضاً :- دليلك الكامل إلى الجرائم الرقمية في المملكة العربية السعودية
لا يمكننا تجاهل دور التكنولوجيا في حياتنا اليومية، لقد أصبح استخدام الأدوات التقنية أمرًا أساسيًا لا يمكننا الاستغناء عنه بدءًا من أقل الأشياء أهمّية وصولًا إلى إنجاز أعمالنا اليومية، وكما نعلم دائمًا فإنّ الاعتماد المتزايد على الأدوات التقنية أدّى إلى ظهور شكل جديد من المخاطر التي لم نعتد يومًا على وجودها وهي الجرائم الرقمية، اليوم أصبحت الجرائم الرقمية تحيط بالجميع ولا أحد يمكنه الحفاظ على نفسه بمنأى عن هذا النوع من الجرائم، لذا مهما كانت الاحتياطات التي تتخذها لحماية نفسك ستبقى معرّضًا للوقوع ضحيًة لهذا النوع من الجرائم المعقّدة.
اليوم سنتحدّث باستفاضة حول الجرائم الرقمية، في البداية سنقوم بتعريف هذا النوع من الجرائم إضافًة إلى ذكر الدوافع التي تؤدّي في إلى وقوع هذا النوع من الجرائم، وفي النهاية سنتحدّث بشكل مفصّل حول الإجراءات التي يمكنك القيام بها لحماية نفسك قدر الإمكان وكيف تتصرّف في حال وقعت ضحية لهذا النوع من الجرائم.
هي الجرائم التي تقع ضد مستخدم أو مجموعة من المستخدمين والتسبّب بإلحاق الضرر بشكلٍ مقصود عبر استغلال الأدوات الرقمية مثل الحواسيب ومنصّات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصّات أو الأجهزة الإلكترونية، وفي الواقع هناك طيف واسع من الجرائم التي يمكن تصنيفها على إنّها جرائم رقمية ومن أبرزها:
بالنسبة للملكة العربية السعودية فهي تعمل بشكلٍ دائم للوقوف بوجه هذا النوع من الجرائم والحد منها قدر الإمكان من خلال جملة من القوانين والأنظمة التي تتناول كافة الجرائم الرقمية المحتملة وتحديد العواقب الناتجة عن كل جريمة بشكل محدّد وفيما يلي سنعرّف على أشهر أنواع الجرائم الرقمية.
في الحقيقة هناك عدد كبير من الجرائم الرقمية التي يمكن الحديث عنها، اليوم سنتناول أشهر الجرائم الرقمية التي يمكن أن تتعرّض لها داخل المملكة العربية السعودية.
هي واحدة من أشهر الحالات التي يمكن أن نصادفها حيث يقوم مخترق أو مجموعة من المخترقين بالوصول عنوًة إلى حواسيب تعود ملكيتها لمستخدمين آخرين وذلك بهدف الوصول إلى نوع محدّد من البيانات التي لا يمكنهم الوصول إليه في الحالات العادية واختراق خصوصية المستخدمين، أو ربما بهدف إجبار المستخدمين على الانصياع لأوامرهم وتنفيذ أشياء قد لا يرغبون بتنفيذها طواعيًة، في حال قيام أحد المستخدمين بالوصول إلى حاسوبك الشخصي عنوًة، يمكنك الدفاع عن حقوقك بشكل قانوني تمامًا بحسب القوانين والأنظمة المرعية داخل المملكة العربية السعودية.
ينطوي التشهير على الحديث حول مستخدم ما أو مجموعة من المستخدمين وتناوله على منصّات التواصل الاجتماعي والإشهار به مما قد يلحق الأذى بالشخص نفسه أو بعائلته.
ينشأ هذا النوع من الجرائم عبر اختراق حياة المستخدمين الشخصية والوصول إلى صور خاصّة أو مقاطع فيديو أو أي نوع من أنواع البيانات التي تُصَنّف على أنّها بيانات شخصية، حيث يحمي الدستور داخل المملكة العربية السعودية حق الخصوصية للمواطنين، وفي حال تعرّضت لهذا النوع من الجرائم يمكنك تقديم شكوى رسمية بذلك وفق الأقنية القانونية النظامية.
قد تتعرّض للابتزاز بأشكال مختلفة، يبدأ الابتزاز عادًة بالحصول على بعض بياناتك الشخصية واجبارك على السكوت عن شيء ما أو القيام بأمر ما أو الابتعاد عن شيء كنت تنوي فعله في الحالة العادية، ولكنّك ستتراجع عن ذلك بسبب وجود بياناتك الشخصية بحوزة المخترقين، يصنّف الدستور داخل المملكة العربية السعودية الابتزاز كجريمة رقمية يعاقب عليها القانون بشكل رسمي ويمكنك تقديم شكوى رسمية في حال تعرّضت للابتزاز من قبل الآخرين.
هو واحد من أشهر أنواع الجرائم الرقمية، حيث يعمل معظم المخترقين على الوصول إلى التفاصيل المالية الخاصّة بالمستخدمين، ينتهي هذا النوع من الجرائم بحصول عملية سرقة من الحسابات البنكية وتحويل الأموال من حسابات الضحايا إلى حسابات المخترقين، يتعامل الدستور داخل المملكة العربية السعودية مع قضايا الاحتيال الرقمية بشكل مشابه لقضايا الاحتيال العادية مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الرقمية لهذه الجرائم.
الجرائم الرقمية كغيرها من الجرائم التقليدية، أي هناك مجموعة من الدوافع خلف هذا النوع من الجرائم، وسنذكر فيما يلي أبرز الدوافع التي تؤدّي إلى ارتكاب الجريمة الرقمية.
مثل أي جريمة أخرى فإنّ الدافع المادي أو تحقيق قدرًا أكبر من المال يعتبر أحد أبرز أسباب ارتكاب الجريمة الرقمية عبر الإنترنت، وذلك سعيًا للحصول على مال إضافي بسبب وقوع المخترق بعدد من المشاكل المالية لذا يقوم بهذا النوع من الجرائم بهدف الوصول إلى معلومات المستخدم المصرفية وتحويل المال من حساب المستخدم إلى حسابه الخاص وذلك للتخلّص من المشاكل المالية التي يعاني منها في الوقت الحالي.
في كثير من الأحيان يكون الدافع الحقيقي خلف ارتكاب الجريمة الإلكترونية شخصي للغاية مثل وجود مشكلة مع مستخدم محدّد بعينه، أو القيام بتجارب محدّدة بهدف التعلّم واكتساب المزيد من الخبرة.
القيام بجرائم رقمية اليوم يعني الوصول إلى مستوى محدّد من المهارة التي تسمح للمستخدم بالقيام بهذا النوع من الأضرار، وإنّ القيام بهذه الجرائم بنجاح فذلك يعتبر مؤشّرًا على مهارة المخترق وهو شيء يرغب معظم المخترقين بإثبات.
الوقوع ضحيًة لهذا النوع من الجرائم يعود إلى جملة واسعة من الأسباب ويعود السبب الأساسي في الحقيقة إلى حدوث خطأ ما عن غير قصد من جانب المستخدم، لذا قبل استخدام الإنترنت وإعطائه الصلاحية للوصول إلى كافة معلوماتك الشخصية وبياناتك الحسّاسة عليك التأكّد من أنّك تتصفّح الإنترنت بأمان وذلك عبر القيام بمجموعة من الخطوات التي تعتبر خط الدفاع الأول ما بينك وبين المخترقين الذين يعملون بجهد للوصول إلى بياناتك الحسّاسة وسرقتها.
عليك الانتباه تمامًا عندما تتلقّى رابطًا إلكترونيًا من أحد الأصدقاء فإنّ الضغط بسرعة كبيرة على أي رابط يصل إلى حساباتك على منصّات التواصل الاجتماعي أو على بريدك الإلكتروني قد يؤدّي في النهاية إلى وقوعك ضحية لإحدى الجرائم الرقمية، عليك الانتباه جيدًا حيال هذه القضية، ولا ينطوي الأمر على الضغط على الروابط فقط وإنّما عليك الانتباه من الإعلانات الجذّابة جدًا والتي تطلب منك إدخال كلمات المرور الخاصّة بك، جميع هذه الأشياء تعتبر واحدة من أولى الأدوات التي يلجأ إليها المخترقين عادًة للإيقاع بضحاياهم.
شبكة الإنترنت مليئة بالفيروسات، جميعنا يعلم هذه الحقيقة، لذا لا ننصحك بتحميل الملفّات بشكل عشوائي من مواقع الإنترنت بل عليك التحقّق من مصدر هذه الملفّات وسلامتها وحينما تتأكّد من جميع هذه التفاصيل حينها يمكنك تحميل الملفات التي ترغب بها بحرية، ومن الضروري جدًا أيضًا حصولك على أحدث برمجيات مكافحة الفيروسات ومن الأفضل الاعتماد على البرمجيات المدفوعة وذلك لأنّ البرمجيات المجانية ومهما كان أدائها جيدًا فلن يرقَ إلى أداء البرمجيات الشهيرة المدفوعة، اختر برنامج مكافحة الفيروسات الخاص بك بعناية واقرأ المراجعات جيدًا قبل الاختيار.
من غير المستحسن اعتماد كلمة مرور واحدة لجميع الحسابات الرقمية، من الأفضل اعتماد كلمات مرور مختلفة ومتنوّعة لكل منصّة بشكلٍ منفصل، وذلك لأنّ المنصّات الرقمية اليوم تعاني من عشرات المشاكل فعلى سبيل المثال تتعرّض منصّة فيسبوك الشهيرة إلى مشاكل أمنية بشكل مستمر تؤدّي في النهاية إلى حدوث تسريب في بيانات المستخدمين، لذا فإن كنت تعتمد على كلمة مرور واحد فقط فإنّ تسريب واحد فقط لمنصّة واحدة يعني الوصول إلى جميع حساباتك الرقمية مرّةً واحدة، لذا من الأفضل الاعتماد على كلمات مرور متنوّعة ومعقّدة يصعب تخمينها.
تتيح معظم التطبيقات اليوم إمكانية التحقّق المزدوج 2FA والذي يرمز إلى Two-factor authentication وهي الحصول على وسيلة أخرى للتحقّق من هوية المستخدم والذي يعتبر أمرًا شديد الأهمّية في حال حصول خرق لأحد الحسابات حيث سيطلب النظام تسجيل الدخول باستخدام العامل الآخر والذي يكون عادًة رقم الهاتف أو أي وسيلة أخرى، ويعتبر ذلك خطوة أمان إضافية تؤدّي إلى حماية الحسابات الرقمية الخاصّة بك بشكل أفضل.
مهما حدث ومهما كانت الدوافع لا تقم بإعطاء التطبيقات والمواقع الإلكترونية صلاحية الوصول إلى الحساب البنكي الخاص بك وذلك لأنّ الوصول العشوائي للمعلومات البنكية قد يؤدّي في النهاية إلى كارثة حقيقية، لذا لا تعطي صلاحية الوصول إلى حسابك البنكي إلى أي تطبيق أو منصّة مهما كانت الأسباب ملحّة.
على الرغم من الاعتماد على وسائل الحماية المختلفة والمتنوّعة من المحتمل جدًا الوقوع ضحيًة لإحدى الجرائم الإلكترونية وذلك لأنّ المخترقين الرقميين يقومون بتطوير أساليبهم وأدواتهم بشكل مستمر، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها وهي:
إقرأ أيضاً :- محامي الشركات الرياض 2021