مخاطر ومساوئ تأسيس الشركات الرياض 2023
يُعتبر تأسيس الشركات واحدًا من أكثر الأشياء المثيرة للاهتمام فعلًا، حيث تقوم بإنشاء الشركة وتعمل على إدارتها وتحقيق أهدافها وتطويرها بشكل تدريجي حتى ترى ثمار تعبك في النهاية، ولكن في الواقع تعتبر مهمّة “إنشاء شركة وإطلاقها” من أعقد المهام التي يمكنك العمل عليها وذلك لأنّ المسألة ليست ثابتة تمامًا، أي يدخل بها مجموعة من المتغيّرات ولا يوجد طريق واحد للجميع، وإنّما طرق مختلفة ومتنوّعة بحسب الشركة وبحسب بلد العمل وبحسب القطّاع وغير ذلك من المتغيّرات التي لا يمكنك السيطرة عليها جميعها، ولكن إلى جانب “المتعة الحقيقية” لإطلاق الشركة هناك مجموعة من المخاطر والمساوئ التي يجب عليك الابتعاد عنها حتى تقوم بإطلاق شركتك بطريقة سليمة وحتى تحفظ شركتك من المشاكل المحتملة التي يمكن أن تنشأ في مراحل لاحقة.
فيما يلي سنذكر أبرز مخاطر تأسيس الشركات، اقرأها جيدًا وانتبه لهذه العناصر جيدًا وذلك لأنّ فقدان إحدى هذه العناصر قد يودي بالشركة إلى مشاكل قد لا يُحمَد عقباها.
لا تملك خطّة
من أسوأ الأشياء التي يمكن أن تختبرها هو إنشاء شركة دون خطّة، هي واحدة من المخاطر التي تهدّد الشركة منذ البداية، من الصعب جدًا العمل دون خطّة واضحة للشركة وإنشاء الدراسات المطلوبة لقياس جميع الأشياء قبل أن تبدأ.
وكتابة الخطّة لا تعني كتابة أي شيء على شكل خطّة، أي يجب كتابة خطّة واقعية فعلًا تمثّل الشركة تمامًا كما ولو أنّك ستطلقها غدًا، بقدر ما تكون خطّة العمل دقيقة بقدر ما تكون النتائج النهائية التي ستحصل عليها مطابقة للنتائج المكتوبة على الأوراق ما قبل الإطلاق، أمّا بالحديث حول العمل دون خطّة فالأمر مشابه لقيادة سيّارة دون فرامل، أي يمكنك القيادة، ولكن لا تعلم تمامًا ما يمكن أن يظهر أمامك بشكل مفاجئ، لذا من الأفضل القيادة برفقة فرامل ذات نوعية جيدة، وكذلك الأمر من الأفضل تأسيس الشركة مع خطّة عمل مفصّلة ومُصّمّمة بطريقة متينة لا تترك مجالًا للاحتمالات والمتغيّرات المجهولة.
تحديد النموذج الربحي
إنّ الهدف الحقيقي من إنشاء الشركات هو حل المشاكل التي يمكن أن تنشأ في المجتمع ولكن هذا الهدف من منظور معنوي نوعًا ما، أي نقوم بتأسيس الشركات ونأمل أن نساهم بحل المشاكل التي تظهر في المجتمع، ولكن في المقابل فنحن نقوم بتأسيس الشركات لتحصيل الأرباح مقابل عملنا، ومن أكثر المخاطر تأثيرًا على الشركة هو ترك آلية جني الأرباح حتى المراحل الأخيرة، وخاصّة في حال تأسيس الشركة مع مجموعة من الأشخاص، أي من الضروري جدًا تحديد النموذج الربحي منذ البداية، وذلك لأن الأمر يصبح أعقد في مراحل لاحقة.
لا نقول هنا أنّ إدارة الشركة يجب أن تلتصق بنموذج ربحي محدّد ولا تغيّره مهما حصل، إنّ تحديد النموذج الربحي لا يدعو إلى الجمود وإنّما إطلاق الشركة دون آلية لجني الأرباح يعتبر أمرًا مرهقًا، لذا ابدأ برفقة نموذج ربحي واختبره وفي حال لم يكن مناسبًا قيّم النتائج وقم بتعديلات، ولكن لا تبدأ العمل دون نموذج لتحصيل الأرباح.
لا تملك خطّة تسويقية شاملة
تنقسم الشركات إلى قسمين أساسيين، العمل الخاص بالشركة والتسويق، وإطلاق الشركة دون التفكير بالجانبين جنبًا إلى جنب، يعني أنّك ستطير بجناح واحد بدلًا من اثنين، قبل إطلاق الشركة عليك التفكير بالخطّة التسويقية لعامين على الأقل، أي رسم خطّة كاملة للعمل الخاص بك ودراسة المنافسين والحملات الإعلانية التي قاموا بها ومن ثم تحديد علامتك التجارية والشعار الخاص بك وتحديد الرؤية وإنشاء منصّات التواصل وغيرها من الأنشطة التسويقية التي تساهم في ترسيخ علامتك التجارية في ذهن المستهلك.
ومن ثم عليك تحديد الحملات الإعلانية التي ستقوم بها خلال العامين المقبلين ومن ثم عرضها على الخبراء وتعديلها حتى نحصل في النهاية على خطّة تسويقية شاملة يمكنك الاعتماد عليها، وهنا علينا القول أنّ كتابة الخطّة التسويقية وتحديدها بشكل جيد، لا يعني الالتصاق بها وعدم القدرة على الفكاك منها، حيث يعتبر السوق ومضمار العمل هو المعلم الحقيقي، أي في حال أطلقت حملة إعلانية كما خطّطت مسبقًا وواجهت مشكلة ما، عليك التقاط هذه التفاصيل وتدوينها ومناقشتها في جلسات التقييم اللاحقة لدراسة أثرها، لذا يمكنك تجنّبها في الحملات الإعلانية اللاحقة، وفي النهاية علينا القول بأنّه عليك التفكير بجميع الشرائح على جميع المنصّات، أي في حال كنت تستهدف شريحة ما عليك متابعتها على الإنترنت ووسائل التواصل المرئية والمسموعة أي ستكون حيثما يكون المستهلك.
تفتقد الخبرة المناسبة
بعد الاعتناء بالجانب التسويقي والترويجي عليك الاعتناء بالعمل ذاته، أي عليك الاهتمام بنوعية الخدمة أو المنتج الذي تقدّمه للمستهلك، وهنا الأمر يختلف وفقًا لنوعية العمل الذي تقوم به، ففي حال كنت تعمل في قطّاع المنتجات عليك الاطلاع على المعايير القياسية وصناعة منتجات موافقة لهذه المعايير وذات جودة مميّزة يرغب المستخدم باقتنائها مباشرةً، ففي حال قمت بالترويج والتسويق وقمت بصرف الغالي والنفيس لقاء إجراء حملات ترويجية ناجحة ومن ثم حصلت على إقبال هائل على شراء المنتج ولكن كانت نوعية المنتج غير مناسبة، فإنّ هؤلاء الأفراد لن يعودوا مرّة أخرى، لذا عليك العمل على تطوير جميع الجوانب بشكل متساوي.
وعند الحديث حول نوعية العمل من الضروري جدًا الانتباه إلى المهارات اللازمة لإنتاج المنتجات أو تقديم الخدمات، حيث لا يمكنك العمل برفقة فريق منقوص الخبرة، لذا عليك تحديد المهارات اللازمة ومساعدة فريقك على اكتساب هذه الخبرات بشكل احترافي لذا سيكون قادرًا على تقديم أعمال مميّزة يرغب المستهلكين بشرائها دائمًا.
لست مهيئًا للفشل
واحدة من المخاطر التي تهدّد الشركات قبل تأسيسها هي الأحلام الكبيرة أو العملاقة إن صح القول، حيث يحلم الجميع بإنشاء شركات عملاقة قادرة على تحقيق ملايين الدولارات، ولكن بعد الاطلاع على الواقع قليلًا فإنّه يبدو مختلفًا بعض الشيء، أي من الضروري جدًا توقّع الفشل، ففي النهاية أنت تعمل في سوق جديد وربما تكون هذه الشركة هي الشركة الأولى التي تقوم بتأسيسها، لذا فإنّ تعليق الآمال والأحلام وربط كل شيء بهذه الشركة هو أمر خاطئ حتمًا، وذلك لأنّك تربط جميع قراراتك بهذه الآمال والأحلام ولن تكون قادرًا على إدارة هذه الشركة بشكل واقعي، وذلك لأنّ نمو الشركات يبدأ من الأسفل إلى الأعلى، ولا يمكنك تأسيس شركة صغيرة والتخطيط لها كونها عملاقة بشكل مباشر.
عدم اختيار المكان المناسب
عند اتخاذ قرار إنشاء شركة جديدة يجب تحديد مكان العمل، حيث يعتمد نصف النجاح على مكان العمل، وخاصّة في حال كانت شركتك قائمة على التعامل اليومي مع الزبائن، فلا يمكنك على سبيل المثال اختيار منطقة نائية أو غير مأهولة، لذا عند التخطيط لإنشاء الشركة يجب عليك التخطيط جيدًا والتفكير بمكان إنشاء الشركة وتحديد بيئة العمل، ويختلف مكان الشركة المناسب باختلاف نوعية العمل الذي ستقوم بإنشائه، ولكن لدينا مجموعة من النصائح، فعلى سبيل المثال عليك اختيار منطقة لا تحوي شركات أخرى تعمل في القطّاع نفسه، وفي حال اخترت منطقة تضم منافسين احرص على وجود عدد قليل من المنافسين إضافةً إلى وجود مسافة كافية ما بين شركتك والشركات الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مكان العمل هو شيء تقوم بتحديده أثناء إجراء بحوث السوق Market research قبل إطلاق الشركة بشكل رسمي.
عدم وجود ما يكفي من الزبائن
عند إطلاق الشركة لا يمكنك فقط الاعتماد على رغباتك الذاتية، أي في حال كان العمل في قطّاع ما أحد هواياتك، لا يمكنك اتخاذ قرار إنشاء الشركة بالاعتماد على هواياتك الشخصية، وذلك لأنّ الخيار غير مدروس والذي يعني احتمال فشل كبير جدًا، عند اتخاذ قرار العمل في مجال ما، هناك مجموعة من الأشياء التي يجب عليك التفكير بها جيدًا، وهي من يرغب بشراء هذا المنتج أو الخدمة التي أقدّمها، وبناءً على الإجابات التي تتوصّل إليها يمكنك تحديد الاتجاه الحقيقي للشركة.
فعلى سبيل المثال في حال كنت تعمل في حي معظم سكّانه من كبار العمر، لا يمكنك إنشاء شركة يعتمد عملها على وجود الأطفال وطلّاب المدارس، وذلك لعدم وجود الشريحة المستهدفة، الأمر الذي سيؤدّي إلى خسارة الشركة بسبب المبيعات المنخفضة، لذا عليك التحقّق من قطّاع العمل الذي ستعمل ضمنه وتضمن وجود شريحة جيدة من المستخدمين والتي تضمن بقاء الشركة أطول فترة ممكنة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ اختيار قطّاع العمل والتحقّق من القطّاع المُختَار هي أشياء تقوم بها في البداية، أي لا يمكنك تأسيس الشركة ومن ثم تبدأ التفكير بأمر هام كهذا.